طلب عرض

شارك

كيف تنقذ شركتك وتدير مخاطرك بحرفية عالية

لم تعد عملية إدارة المخاطر مرتبطة فقط بالمؤسسات أو المشاريع الكبرى، فكل مشروع ناشئ الآن يضم في طياته مخاطرة تحتاج إلى إدارتها والتعامل معها بحرفية، لضمان نجاح هذا المشروع. وكل مشروع ناشئ الآن يرتبط بشكل أو بآخر بالتسويق الرقمي، سواء باعتماد كُلّي أو جُزئي على تقنياته. 

ولكن قبل البدء في هذا الموضوع، نحن بحاجة إلى الفصل في التعريف بين مصطلحين شديدا الأهمية في عالم الأعمال بشكل عام، وفي عالم الأعمال الرقمي بشكل خاص. وهما مصطلحا: إدارة المخاطر وإدارة الأزمات. 

إدارة المخاطر Risk Management

تُعرَّف إدارة المخاطر بأنها: 

“عملية قياس وتقييم للمخاطر وتطوير إستراتيجيات لإدارتها.” أو “هي النشاط الإداري الذي يهدف إلى التحكم بالمخاطر وتخفيضها إلى مستويات مقبولة.”

الغرض من علم إدارة المخاطر – وهو فرع مهم من فروع علم الإدارة – هو تقليل نسبة الخسائر التي تتعرض لها الشركة أو المؤسسة إلى أقل مستوياتها. 

تختلف هذه الاستراتيجيات تبعًا للموقف أو حجم المخاطرة. فبعضها يميل إلى تجنب المخاطر، والبعض الآخر يميل إلى نقل المخاطر إلى جهة أخرى يمكنها تحملها، بينما البعض يضطر إلى تحمل بعضِ من تلك المخاطر كأمر واقعي لا بد من التعايش معه، ولو لفترة محددة من الزمن. 

إدارة الأزمات Crisis Management

وهي أبسط في التعريف ولكنها أعمق في الأثر: 

“الاستعداد لما قد لا يحدث، والتعامل مع ما حدث”

يعتبر علم إدارة الأزمات – كذلك – فرع مهم من فروع الإدارة، وينبغي على المديرين دراسته والاطلاع عليه بشكل دقيق، فهو يركز على معالجة أزمة إدارة، قد يؤدي تجاهلها إلى حدوث كارثة محققة. ومن ثم يُفهم من التعريف أن الأزمات أشد قوة في الأثر من المخاطر.

لذلك، بينما يعمل علم إدارة المخاطر على دراسة وتحليل المخاطر المتوقعة وكيفية إدارتها، يعمل علم إدارة الأزمات على محاولة توقع الأزمات النادرة، وكيفية مواجهتها. 

وبالعودة إلى إدارة المخاطر، لنتعرف على 4 من أشهر المخاطر التي قد تتعرض لها الشركة، سواء في مرحلة النشأة أو ما بعدها، أو ما بعد مرحلة بناء السمعة. 

1. المنافسة Competition

الازدهار الذي شهده العصر الرقمي جعل من العالم قرية مفتوحة. ليس فقط في الانتقال والاتصال، وإنما كذلك في تبادل الأفكار والمشاريع. على سبيل المثال ارتفع مفهوم الاقتصاد التشاركي Sharing Economy وانتشرت تطبيقاته على نطاق واسع في العالم اليوم، مثل شركة/تطبيق جوال أوبر Uber لمشاركة الانتقال، وAirbnb لمشاركة السكن. 

وعلى الرغم من حداثة الأفكار السابقة، إلا أن هذا لم يمنع المنافسين من نسخها، ومحاولة التغلب عليها. لذلك ظهرت لها منافسة شرسة أخذت نصيبًا كبيرًا من السوق الخاص بكل صناعة. ففي حالة تطبيق أوبر Uber ظهرت شركة كريم Careem لتأخذ مساحة كبيرة من السوق الخاصة بأوبر، مما حدا بالشركة إلى الاستحواذ على كريم، وحدث ذلك بالفعل مقابل 3.1 مليار دولار. 

نفس الشيء ظهرت شركات ناشئة عديدة تسعى لمنافسة عملاق مثل Airbnb ومحاولة أخذ نصيب من الكعكة التي يستحوذ عليها. 

كذلك في قطاع الخدمات المصغرة، بدأت الأمر عالميًا بموقع فايفر Fivrr وإقليميًا بموقع خمسات، والآن تعددت المشاريع المنافسة لهم، سواء تقدم نفس الخدمة أو تحاول أن تزيد عليها ميزة تنافسية. 

القصد، تعتبر المنافسة أحد أهم وأخطر العوامل التي تواجه الشركات في قطاع الأعمال، مما يستلزم مراقبة تطور المنافسين بكل الأدوات الالكترونية المتاحة على الويب التي تساعد على متابعة تطور المنافسين. 

وعلى الرغم من توافر أدوات عديدة للقيام بهذه المهمة، إلا أنه على المستوى العربي تأتي أداة لوسيديا في الصدارة، بشاشات رصد تحليلية تقيس أداء وتطور ومسار المنافسين خلال أي مدى زمني مطلوب، لمحاولة استقراء السوق، والاستعداد لمواجهة أي مخاطر خارجية مرتبطة بالمنافسين. كمتابعة حسابات المنافسين على تويتر ورصد أداء ونشاط وتطور هذا الحساب، على سبيل المثال.وتحليلها واستنتاج المخاطر المستقبلية المحتملة من التطور الصاعد في هذا الحساب. 

 

ابدأ باستخدام لوسيديا الآن

2. تخفيض التكاليف

ألف باء إدارة أعمال تقوم على هذه المعادلة: 

الأرباح = الإيرادات – المصروفات (التكاليف)

الكثير من الشركات الناشئة وقعت في هذا الفخ، وسقطت بعد أقل من ثلاثة أعوام من نشأتها. بل كابوس إدارة التكاليف يواجه كل من يفكر في إنشاء شركة: كيف أدير عملية إنفاق رأس مال الشركة؟ أو بمعنى أبسط: أنفق كم على ماذا؟ 

العقبة الرئيسية هنا هو أن إجابة هذا السؤال دائمًا ما تكون مختلفة حسب طبيعة نشاط الشركة. فلو كان المشروع هو تطبيق جوال تسعى الشركة يجعله تطبيق مليوني (عدد تحميلاته بالملايين) ، فالأولى هنا الإنفاق على التسويق ، في الخطأ الخطأ في الإنفاق على مقر الشركة ، بل وإنفاق باذخ كذلك بدعوى راحة فريق العمل ، على الرغم من أن فريق العمل لديك العمل من المنزل في الأساس ، أو حتى من أي مساحة عمل مشتركة. المبالغة في الإنفاق على المقر في هذه الحالة يعتبر لونًا من ألوان تبديد التكاليف. 

بينما حينما يكون المشروع شركة عقارية تسعى لترويج وحدات سكنية بكومباوند في منطقة سكنية راقية ، فإن مقر الشركة هنا ، وتجهيزه على أعلى مستوى يأتي في أولويات أولويات إدارة التكاليف.

أرأيت؟ لا يوجد قاعدة محددة في إدارة التكاليف ، ولا فالأمر يتطلب بالتأكيد رأي خبير. 

3. إدارة السمعة

الشركات تحيا – حرفيًا – على سمعتها. يقول وارين بافيت: 

“يستغرق بناء سمعة جيدة للشركة 20 عامًا ، بينما يحتاج تدميرها إلى 5 دقائق فقط”

تسعى الشركات الناجحة لتأسيس وبناء سمعتها ، وما ستُعرف به بين الناس من اليوم الأول لإطلاقها. بناء السمعة عملية شاقة للغاية ، ولكن تدميرها – كما قال بافيت – لا يستغرق الكثير من الوقت. 

لذلك يجب أن تكون أعظم الشركة على ما يقوله الجمهور عن علامتها التجارية ، واتجاه هذه المقولات ، ونتائجها المحتملة مستقبليًا. أدوات الاستماع الاجتماعي أدوات الاستماع الاجتماعية – مثل لوسيديا – تساعد على هذا كثيرًا ، من خلال رصد حسابات بعينها ، أو كلمات مفتاحية مرتبطة بالصناعة ، ومعرفة التأثيرات الحالية لهذه المقولات ، ومحاولة استنباط التأثيرات المحتملة مستقبلاً ، ومعالجتها كما يجب. 

يعتبر رصد أجهزة الإعلام التقليدية كذلك أحد أهم أدوات رصد وإدارة السمعة الخاصة بالمؤسسة ، سواء عبر بواباتها الفضائية أو الرقمية. 

4. الفشل في إدارة المواهب

المقصود بالفشل في إدارة المواهب هو عدم تقدير المواهب التي تشملها الشركة ، فيتم إجهاض أو تجاهل حتى يتم استقطاب تلك المواهب من قبل شركة أخرى. وكذلك يشير إلى عدم انتباه الشركة إلى المواهب المتميزة التي تحتاجها لإكمال ، سواء المتواجدة بشكل حر في سوق العمل ، أو من العاملين لدى شركات أخرى ، فتتجاهل (أو تتكاسل) عن ضمهم لفريق العمل الخاص بها. 

تقوم الشركات الناجحة قديمًا وحديثًا على الفكر الإبداعي المتميز ، الذي يحمل أصحاب المواهب والمتميزون. ويكون يمثل عملية جذب المواهب حرب حقيقية في قطاع الشركات الكبرى ، حينما تدرك أن هناك عقلية متميزة من نقل الشركة نقلة نوعية ، فتحاول قدر استطاعتها الاستحواذ عليها ، ورعايتها بأفضل الطرق. 

يختلف الأمر بالنسبة للشركات المتوسطة ، حيث تدرك الموهبة التي لديها في وقت متأخر ، حينما تبدأ نتائجها في الظهور ، والتي تحتاج إلى نتائج الفكر الإبداعي وأصحاب المواهب إلى سنوات حتى تظهر وتثبت فعاليته. 

في جميع الأحوال ، إذا أدركت الشركة الجواد الرابح في فريق يمكنك أيًا كان موقعه ، ينبغي عليك أن تحرص على بقائه معها لفترة أطول ، يمكن بيئة عمل جيدة ، وعرض مناسب يغريه بالبقاء أطول فترة ممكنة معهم. وإذا كان لدى المنافسين ، تحاول بشتى الطرق استقطابه وضمه إلى فريق تريد. 

الخلاصة: 

لم تعد عملية إدارة المخاطر في أي مشروع ، شِقًا ثانويًا ، تقوم بعملية إدارية منظمة تتطلب الاستعانة بالخبراء ، لتوقع وصياغة هذه المخاطر ، ووضع خطة استراتيجية واضحة ، توضح المسار الذي يجب أن تسير الشركة فيه ، لتتجنب الوقوع في هذه المخاطر ، أو تقل أثرها قدر المستطاع .